لم يعد يهمنا أن تكون جامعتنا الوطنية الفــتـية نبراسا بين الجامعات العالمية ... لأن أحلامنا تبددت كما تلاشت غيرها من الرؤى ... لم يعد المعلمون حقا جادون في اللحاق بالركب ... و لم يعد المتعلمون حقا مسارعون نحو المجد ... كل الأحلام و الآمال أخذت تنحصر في صورة اللات و العزى و أعني الدينار و الدولار !!! متطلبات الحياة هذا ما ندّعيه و نرفع عقيرتنا بغلاء المعيشة و نصطرخ معا طالبين المزيد !!! كأننا جهنم التي لا تكف عن طلب المزيد !!! و حتى المال لا نطلبه في البراري أو البحار !!! نطلبه في الدواوين و الأسفار !!! أن خير ما نوصف به أننا مثل "تمبل بو رطبة" الفاغر فاه تحت النخلة ينتظر وقوعها في فمه !!! كسالى في كل شيئ همنا علفنا و زينتنا و لا نحسن الا نقد غيرنا !!! خشب مسندة بل بهائم فرت من قسورة !!!
لنعد لمأساة تسمى جامعة و طنية سلكت دربا سريعا الى الهاوية ... لما أرتضينا فيها المتردية و النطيحة لترسم لنا خارطة طريق بلا هوية !!! ليست مؤامرة بل جهل مركب بل مضعف باجتهاد العالم الساعي وراء المجد الفاني ... في ظل اجتمعوا و عقدوا امرا و عليه تصالحوا على أن تكون جامعتنا مطية لأسر غنية لا تفقه الا في كسب الأموال و استعباد النفوس البشرية ... هذا فقه ليس للعلماء فيه معرفة علمية!!! ... أجادوا أن يخلقوا أصناما غبية في سنوات قليلة عتية !!! ... و حلبوا كل شيئ و انتهينا خارج الدائرة المعرفية و فتحننا دكاكين كأنها "بسطات" سمك رائحته عفنة غبية !!!...يا رجال العلم بل أدعيــاء العلم ... أضحى فيكم:
- من لأصوات الطلبة يتباكى ليصل الى قبة الساسة البهية
- وآخر لعشيرته يساند ابناء لها بدعوى قبلية
- و آخر لطائفته يعزز بهم الشقاق و العنجهية
- و آخر لذوي الأموال يشحذ دروسا خصوصية
- و آخر يبكي على كل لجنة يدفع له فيها هدية
- و آخر يرجوك مساندا في منصب فيه تفرغا و رواتب سخية
- و آخر ينام في البيت هاربا من الدنيا و يقبض معاشا يسميه عطية
- و آخر يريد الأكل حتى غشي عليه من كثرة الاحماض الدهنية !!!