تعتبر "القيمة المضافة" الى المواد الاولية لتحويلها الى منتجات هدف تصبو اليه كل المنظومات الصناعية القائمة آو المستقبلية في جدواها الاقتصادية. و في قطاع الصناعة النفطية يتبلور دون شك في الصناعات البيتروكيميائية التي تعتبر منتجاتها من المواد الكيميائية موادا آولية للصناعات التحويلية الى المنتجات الاستهلاكية ذات الاستخدام اليومي من مستحضرات النظافة و الجمال مرورا بالحاويات البلاستكية و الاطارات الى مواد البناء و الاصباغ و غيرها، بأجملها منتجات تم تصنيعها من مواد بتروكيميائية انتجت لاضافة قيمة الى النفط الخام و مشتقاته. فعلى سبيل المثال لا الحصر، القيمة السوقية لبرميلا من النفط الخام قد تتراوح بين $110-120 بينما القيمة السوقية لبرميلا من مادة البنزين (مركب اروماتي بتروكيميائي) تتجاوز $160 . علما ان برميلا من النفط يمكنه انتاج على اقل تقدير ما يقارب ثلاث براميل من مركب البنزين (ليس الوقود المتعارف عليه خطأ بهذا الاسم) ان حول باكمله الى مركب البنزين نظريا بعمليات التكسير و اعادة التركيب الكيميائية بعمليات تكنلوجية متاحة.
تنقسم الصناعات البتروكيميائية الى غير هيدروكربونية و هيدروكربونية. فاما الغير الهيدروكربونية فتعتمد على انتاج الامونيا المصاحب آو المنتج من عمليات نفطية سابقة و تحويله الى اليوريا و فوسفات الامونيوم (ليستخدم بالاسمدة) و عليه تأسست شركة الصناعات البتروكيميائية في الكويت لهذا الغرض لتغطية الطلب العالمي للاسمدة في الدول الزراعية. اما الصناعات البتروكيميائية الهيدروكربونية ذات السوق الاكبر فانها تنقسم اجمالا الى نوعين بناءا على المواد الأولية : أوليفينية أو أروماتية (عطرية) وتمتاز تلك المواد بخاصية النشاط التفاعلي الكيميائي (Chemical Reactivity) مما يؤهلهما للاستخدام لتصنيع باقة كبيرمن المواد الكيميائية الصناعية. و يآتي على رأس المجموعة الأوليفينية الايثلين و البروبلين و يتصدر المجموعة الأروماتية مادة البنزين.
تعد دولة الكويت الثالثة خليجيا في انتاج مادة الاثيلين التي تنتجها شركة ايكويت و هي نتاج شراكة حكومية وقطاع خاص محلي و عالمي. وقد حث نجاح ايكويت الدولة في تكرارها عبر السعي لتأسيس شركات أخرى : شركة الاوليفينات و شركة العطريات و شركة الستايرين لتشكل مجمع بتروكيميائيات بادارة شركة ايكويت المتميزة ولذا عرف بمشروع ايكويت 2. و قد أتيح للقطاع الخاص المشاركة عبر شركة القرين المساهمة العمومية المدرجة بالبورصة الكويتية. يبين الرسم التوضيحي الشركات البتروكيميائية و تداخلها. ولعل معارضة البرلمان الكويتي التي أجهضت صفقة الشراكة ذات 5.3 مليار دينار كويتي بين شركة الصناعات البتروكيميائية و شركة الداو للكيميائيات أبعد القطاع البتروكيميائي المحلي من التصدر عالميا كأكبر موزع لمادة الاثيلين العمود الفقري للصناعات البتروكيميائية لتستبدل بمشروع تأسيس مشروع اوليفين 3 و المقدر قيمته 1.4 مليار دينار كويتي لانتاج الايثيلين لتغطية الطلب العالمي المتسارع.
لا يزال القطاع البتروكيميائي المحلي في مرحلة النمو البطيئ في الكويت مقارنة بالتسارع الغير مسبوق في المملكة العربية السعودية و دولة قطر في الاعوام السابقة. ففي النصف الأول لعام 2010، بلغت صادرات الكويت من النفط و مشتقاته 8.4 مليار دينار كويتي و الصادرات من البتروكيميائيات 235 مليون دينار كويتي وهي نسبة متواضعة بالرغم انها تشكل نصف الصادرات الغير نفطية. ومن دواعي الاستغراب ان لا يتمكن القطاع الخاص المتخم برؤوس الاموال ان يلد من رحمه منشأة صناعية بتروكيميائية ولعل غياب البنية التحتية الصناعية الملائمة سببا قد أرهق صناعي الكويت ذكره.
حرب المصالح
11 years ago
No comments:
Post a Comment